وتوجهوا بالتوحيد لله.

أما الوجه الثاني فهو الاحتجاج عليهم بخلو المعبودات من دونه من شيء من صفات الربوبية، لإلزامهم بالتوحيد حقا خالصا لله، وهذا في آيات منها: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (?) {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (?) {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} (?)، فذكر سبحانه خلو من يدعون من دونه من صفات الربوبية ثم قرر الحق {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (?)، وهو المتصف بصفات الربوبية، فلا إله إلا الرب، وقوله: {قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ} (?)، أي: منكرة للشرك مع الله الرب غيره في العبادة، وهذا احتجاج بعلمهم وإقرارهم.

{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (?) فنفى أن تكون للمعبودات من دونه ربوبية على عابديها، ولذلك فهم ظالمون بوضع العبادة في غير موضعها ظلما بينا، فهم في ضلال مبين، لظهور الحق بالدليل المذكور: أن لا رب إلا الله، فمن ترك الحق البين كان ضلاله بينا {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015