ويقول: {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} (?) أي: على صحة دعواكم أنهم شركاء لي، قال سبحانه إثر ذلك: {فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (?) ولقد أطلق الله على نفسه اسم (الحق) في مواضع من كتابه، قال سبحانه: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (?) وقال سبحانه: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} (?)، وقال سبحانه: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} (?)، وقال سبحانه: {وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (?) وقال {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} (?)، فالله هو الحق، أي: ذو الحق وصاحبه وأهله، وكل ما عاد إليه حق، وله الحق في الأمر والنهي سبحانه وتعالى، وأن يعبد بامتثال أمره واجتناب نهيه.

وهو – أي وجوب التوحيد – متأكد في قيام الخلق ووقوعه منهم لربهم سبحانه، وذاك لأنه يوافق ما يجب أن يقع، والخلق قسمان: خلق مسخر غير مكلف، فهؤلاء موحدون لله أبدا لا ينقطع منهم توحيد الله بحال، قال الله في هذا القسم: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} (?) {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015