وصفاته فإنهم يشركون به في العبادة، وهذا خلاف التوحيد الواجب، فدل هذا على أن التوحيد إذا أطلق ليس هو التوحيد في الربوبية والصفات، لأنه حاصل من الخلق.

الثالث: دليل مراد الشرع واستعماله، فإن هذا المعنى المذكور، وهو إفراد الله بالعبادة، هو مفهوم الشرع الذي يطلق عليه اسم التوحيد، فهو ما بعثت به الرسل، لم تأمر إلا به: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (?).

وفهم المخاطبون بالرسالات هذا المفهوم من خطابها: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (?)، وقال: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (?)، ورد في أحد ألفاظ حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل الكتاب في اليمن «فليكن أول ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015