واقتدى به ظاهره وباطنه. فلا يتعنى السالك على غير هذا الطريق، فليس حظه من سلوكه إلا التعب، وأعماله {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (?).
ولا يتعنى السالك على هذا الطريق، فإنه واصل ولو زحف زحفا، فأتباع الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قعدت بهم أعمالهم: قامت بهم عزائمهم وهممهم ومبايعتهم لنبيهم، كما قيل:
من لي بمثل سيرك المدلل ... تمشي رويدا وتجيء في الأول
والمنحرفون عن طريقه إذا قامت بهم أعمالهم واجتهاداتهم:
قعد بهم عدولهم عن طريقه:
فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم ... وما ظعنوا في السير عنه وقد كلوا
"ويقول - معتبرا - الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم أحد ثلاثة أمور لا يصح السلوك إلا بها: "إنما يصح السلوك ويسلم من الآفات والعوائق والقواطع بثلاثة أمور:
الأول: أن يكون السالك على الدرب الأعظم، الدرب النبوي المحمدي، لا على الجواد الوضعية والرسوم الاصطلاحية، وإن