يقتله الدجال: «ما كنت أشد بصيرة مني فيك (?)»، لا أن قوله: «هو أهون على الله من ذلك» أنه ليس شيء من ذلك معه، بل المراد: أهون من أن يجعل شيئا من ذلك آية على صدقه، ولا سيما وقد جعل فيه آية ظاهرة في كذبه وكفره، يقرؤها من قرأ، ومن لا يقرأ زائدة على شواهد كذبه من حدثه ونقصه.
والحامل على هذا التأويل أنه ورد في حديث آخر مرفوع، رجاله ثقات: «ومعه جبل من خبز ونهر من ماء (?)»، وفي حديث آخر: «معه جبال من خبز، والناس في جهد إلا من تبعه ومعه نهران (?)» فهذه النصوص تثبت أن مع الدجال خبزا حقيقة وليس خيالا، وتمطر السماء بأمره حقيقة لا خيالا.
ب - أما الدليل الآخر الذي تأوله من قال: إن ما مع الدجال خيالات وليس حقيقة هو ما ورد في جنته وناره من قوله صلى الله عليه وسلم: «إن معه ماء ونارا، فناره ماء بارد، وماؤه نار (?)»
وفي رواية شعيب بن صفوان: «فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق، وأما الذي يراه الناس نارا فماء بارد (?)»، وفي حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: «وأنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها