وفي الدعوة: «بلغوا عني ولو آية. فرب مبلغ أوعى من سامع (?)».
والمنطلق في ذلك ما بينه رب العزة والجلال، في سورة الذاريات، عن المهمة من خلق الله سبحانه: الجن والإنس، حيث قال جل وعلا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (?) {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} (?) {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (?).
ومن هذه المهمة: أبان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مكانة الأمانة من الدين الحق: وهو الإسلام الذي لا يقبل الله من الثقلين دينا غيره، وهو من خصوصية أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وأكرمهم الله به ورفع منزلتهم به بين الأمم، فصاروا كما قال سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (?).
وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ليست مقتصرة على العرب وحدهم، ولكن كل من انقاد للإسلام، وامتثل أوامره، واجتنب نواهيه، فهو من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ... ويستحق مكانته بالخيرية، بحسب نيته وعمله.
والمتمعن في التاريخ الإسلامي ورجاله، يدرك الدور الذي أداه الأعاجم، والأمانة التي تفانوا في الاهتمام بها: في العلوم وحفظ السنة، والدفاع عن دين الله، والصدق والأمانة في الحفاظ على