فإن قيل: إن الخيرية معلومة في قوله: " خير وأحب " لأن الأصل في اسم التفضيل اتفاق المفضل والمفضل عليه في أصل الوصف؟
فالجواب: أنه قد يخرج عن الأصل، كما في قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا} (?)، مع أن أهل النار لا خير في مستقرهم. كذلك الإنسان إذا سمع هذه الجملة: " خير وأحب " صار في نفسه انتقاص للمؤمن المفضل عليه، فإذا قيل: " وفي كل خير " رفع من شأنه ونظيره (?) قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (?).
ومما يؤخذ من هذا الجزء من الحديث أمران:
الأمر الأول: إثبات زيادة الإيمان ونقصانه
أخذا من قوله - صلى الله عليه وسلم -: " المؤمن القوي" في مقابلة " المؤمن الضعيف " فدل على أن الإيمان يزيد وينقص، وهذا المجمع عليه عند أهل السنة والجماعة وهو المأثور عن الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى عصرنا هذا، وأقوالهم منثورة في الآفاق، فلم يخل عصر ولا