أما غير المؤمنين فتولاهم الشيطان وأزاغ قلوبهم عن الهدى، وأبعدهم عن منهج الله، والله عصم أهل الإيمان من كيده، قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (?)، فلما علم الله من قلوبهم حسن القصد وحب الخير، والتطلع إليه وفقهم فأخرجهم من الظلمات إلى النور وهداهم إلى الصراط المستقيم، الذي هو صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، عصمهم بشرعه فعرفوا الحق على حقيقته والباطل على حقيقته فلم تلتبس الأمور عليهم ولم تشتبه عليهم الأحوال بل عندهم من البصيرة ما يميزون به الهدى من الضلال، فهم بالمرصاد لكل شبهة جديدة أو قديمة، ولهذا لما ظهرت البدع في القرن الأول من الهجرة وقف الصحابة منها موقف البيان، وتبرؤوا من أهلها وبينوا أخطاءهم فلم تشتبه الأمور عليهم لأن قلوبهم امتلأت بالإيمان، أما غير المؤمنين فكما قال الله تعالى عنهم: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} (?)، الشيطان وليهم