كان من أشهر علماء الإسلام وأسبقهم إلى العناية بالحديث والإفادة منه: مالك بن أنس (93 - 179 هـ) صاحب المذهب المالكي والذي عاش ومات في المدينة، فقد جمع كتابه " الموطأ " ورتبه على حسب أبواب الفقه. وقد كان مالك - لتمسكه الشديد بالحديث النبوي - يتورع عن الإفتاء بالرأي: " قال القعنبي: دخلت على مالك بن أنس في مرضه الذي مات فيه، فسلمت عليه، ثم جلست، فرأيته يبكي، فقلت له: يا أبا عبد الله! ما الذي يبكيك؟ فقال لي: يا ابن قعنب! ومالي لا أبكي؟ ومن أحق بالبكاء مني؟ والله لوددت أني ضربت بكل مسألة أفتيت فيها بالرأي سوطا -!! وقد كانت لي السعة فيما قد سبقت إليه، وليتني لم أفت بالرأي (?).
وقد روى أصحابه أنه كان يكثر أن يقول: {إِنْ نَظُنُّ إلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} (?).
وجاء من بعده بنحو قرن محمد بن إسماعيل البخاري، وقد طوف في