هذا الحديث، إنكار، من أبي شريح، لعمرو بن سعيد، على غزوه مكة، عندما كان معتصما فيها، عبد الله بن الزبير، في ولاية يزيد بن معاوية، فأراد أن ينكر على عمرو بن سعيد، فعله هذا، لكنه تلطف رضي الله عنه، فاستأذن منه، ليكون لكلامه وقع في النفس.
قال الحافظ ابن حجر: "يستفاد منه حسن التلطف، في مخاطبة السلطان، ليكون أدعى لقبولهم، النصيحة، وأن السلطان لا يخاطب إلا بعد استئذانه، ولا سيما إذا كان في أمر يعترض به عليه، فترك ذلك، والغلظة له، قد يكون سببا لإثارة نفسه، ومعاندة من يخاطبه" (?). قلت: لا بد من الاستئذان، سواء كان واليا، أو قائدا، أو مسئولا، لأن أي إنسان إذا تكلم بما يريد، من غير استئذان، أو تصرف في أمر ما، أصبحت الأمور فوضى. وهذا ما فهمه الصحابة، إذ كانوا يستأذنون الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
25 - روى البخاري بسنده «عن أبي هريرة وزيد بن خالد قالا: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام رجل، فقال: أنشدك الله إلا ما قضيت بيننا، بكتاب الله، فقام خصمه، وكان أفقه منه. فقال: اقض بيننا بكتاب الله، وائذن لي! قال: قل. قال: إن ابني هذا، كان عسيفا على هذا (?)» .. الحديث.