وإن كان بخلاف ذلك، أو في بعض أحواله، أو أكثرها انتفى عنه من الإيمان كماله الواجب، كما في حديث أبي هريرة: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن (?)»، يعنى أنه بالمعصية ينتفي عنه كمال الإيمان الواجب، وينزل عنه في درجة الإسلام، وينقص إيمانه، فلا يطلق عليه قيد الإيمان إلا بقيد المعصية، والفسوق، فيقال مؤمن عاص، أو يقال مؤمن بإيمانه فاسق بمعصيته، فيكون معه مطلق الإيمان الذي لا يصح إيمانه إلا به، كما قال تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} (?) [فيكون مسلما ومعه مطلق الإيمان الذي لا يصح إسلامه إلا به، وهذا التوحيد الذي لا يشوبه شرك ولا كفر، وهذا هو الذي يذهب إليه أهل السنة والجماعة، خلافا للخوارج والمعتزلة] (?). (?).
وعلى هذا يكون من نفي عنه الإيمان لم يأت بكمال الإيمان الواجب الذي وعد الله أهله بدخول الجنة والنجاة من النار، وليس من المؤمنين الذين قاموا بواجبات الإيمان، بل عنده نقص في إيمانه الواجب الذي تبرأ به ذمته، ويستحق به دخول الجنة بلا عذاب.