والدعوة إلى التوحيد واجبة على كل مسلم قال سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (?)، وقال صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية (?)».

ولهذا المقصد أساسان لا يكون إلا بهما:

الأساس الأول: البصيرة في الدعوة، والبصيرة هي: العلم واليقين الذي لا باطل فيه ولا شك معه، ولقد كانت أول آية نزلت بعد اقرأ هي: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} (?) {قُمْ فَأَنْذِرْ} (?) فقوله: «اقرأ» فيها البصيرة التي تهيئ الداعية للدعوة، وللبصيرة أربعة مظاهر تنشأ عنها وتدل عليها هي الواردة في سورة المدثر: أولها قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} (?) فتعظيم التوحيد وأن يكون القصد من الدعوة أن يعظم العباد ربهم ويقوموا بحقه هو من البصيرة في الداعي، ثانيها قوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (?) فالعمل بالتوحيد طاهرا من القوادح هو من البصيرة في الداعي، ثالثها قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (?) فترك الشرك وما دونه من أعمال العصيان وهجرها هجرا جازما بتركها وأماكنها وأهلها من البصيرة في الداعي، رابعها قوله: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} (?) فاتخاذ الدعوة إلى الله قربة لله لا منة فيها على أحد ولا طلبا لوجاهة وذكر ولا انتظارا لأجر ومقابل من البصيرة في الداعي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015