قال ابن كثير في قوله تعالى: {غَيْرُ مَمْنُونٍ} (?) قال بعضهم: غير ممنون عليهم، وهذا القول الأخير عن بعضهم قد أنكره غير واحد، فإن الله عز وجل له المنة على أهل الجنة في كل حال وآن ولحظة، وإنما دخلوها بفضله ورحمته، لا بأعمالهم فله المنة عليهم دائما سرمدا، والحمد لله وحده أبدا، ولهذا يلهمون تسبيحه وتحميده كما يلهمون النفس (?).
ثم إن منه تعالى على عباده من صفاته سبحانه العليا، لأن منه تعالى إفضال وتذكير بما يجب على الخلق من أداء واجب شكره (?). فهذه الصفة في حقه تعالى صفة كمال، وفي حق المخلوق، - بهذا المعنى - صفة نقص، فلا يلزم أن يكون كل كمال في الخالق كمالا في المخلوق.
قال ابن القيم: حظر الله على عباده المن بالصيغة، واختص به صفة لنفسه لأن من العباد تكدير وتعيير، ومن الله سبحانه وتعالى إفضال وتذكير (?).