وثانيهما: العالم الحنبلي (أحمد بن حمدان الحراني) المتوفى سنة 695 هـ حيث اجتهد في ذلك قائلا: " لكن الهمم قاصرة، والرغبات فاترة، ونار الجد والحذر خامدة، اكتفاء بالتقليد، واستعفاء من التعب الوطيد، وهربا من الأثقال، وأربا في تمشية الحال، وبلوغ الآمال، ولو بأقل الأعمال " (?). وقد أصاب الداء أو كاد رحمه الله!
فخلاصة النقلين: فتور الهمم، والركون إلى الأسهل، وهما سببان لا يزالان موجودين في واقعنا المعاصر.
ويضيف بعض الباحثين أسبابا أخرى منها:
1 - الشعور بعدم الحاجة للاجتهاد عند طلبة العلم الناتج عن الثروة الفقهية الكبيرة المدونة، فلا تكاد تجد مسألة إلا وفيها رواية عن صحابي أو تابعي أو إمام.
2 - تركز الاهتمام بكتب المذاهب الفقهية.
3 - الهالة الكبيرة التي أحاطها تلاميذ الأئمة حول آراء شيوخهم، مما منعهم ومنع غيرهم من تناول بعضها بشيء من النقد والتمحيص.
4 - سبب آخر ومهم - وهو في نظري - من الأسباب التي حان الوقت للوقوف عندها طويلا؛ والاجتهاد العاجل في محاولة حلها، وهو: طريقة التعليم أو التفقيه الشرعي التي باتت تعتمد