«وما حدث به معاذ بن جبل رضي الله عنه، وهو في مرض الموت بما سمعه عن رسول الله صلى الله علمه وسلم، بأنه يلتمس العلم عند أربعة منهم: عبد الله بن سلام، الذي كان يهوديا فأسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمعه يقول: إن عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة (?)».

أما الموطن الثالث من كتاب الله الكريم: القرآن العظيم، الذي جاء فيه تفضيل لمجموعة من أهل الكتاب سبقوا إلى الإسلام، وشهدوا شهادة الحق أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه تزكية لهم، فيبرز ذلك في قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} (?).

فقد قال محمد بن جرير الطبري (324 - 410 هـ) في تفسيره: يعني بقوله جل ثناؤه: {لَيْسُوا سَوَاءً} (?)، لأن فيه ذكر الفريقين من أهل الكتاب، الذين ذكرهما الله في قوله: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (?).

أهل الإيمان منهم والكفر سواء: يعني بذلك، أنهم غير متساويين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015