يقول الإمام الشوكاني (ت 1250 هـ): (وأسند التعقل إلى القلوب لأنها محل العقل، كما أن الآذان محل السمع) (?). ويستأنس لهذا بقول الفاروق عمر رضي الله عنه عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: (ابن عباس فتى الكهول، له لسان سئول، وقلب عقول) (?).

وإضافة العرب الشيء إلى الشيء إما لكونه هو هو، أو مكانه. وليس القلب عقلا بإجماع. لم يبق إلا أنه محل العقل، بإضافة الشيء إلى محله. ومن خلق العقل أعلم بمحله: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (?). فالعقل محله القلب، وهو نعمة، وهبة من الله، أعطاه عباده بلا عوض.

وهذه النعمة هي التي ترفع صاحبها إلى مستوى التكاليف الشرعية الإلهية، وتؤهله لإدراكها وفهمها؛ فالعقل مناط التكليف. يقول أبو الوفاء ابن عقيل (ت 513 هـ) موضحا معنى التكليف:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015