المعنى الرابع: الأعمال التي يستوجبها العلم؛ من إيمان بالله، وتصديق بكتبه، ورسله، والتزام بأمره ونهيه؛ كحبس النفس على الطاعات، وإمساكها عن المعاصي.
وهذا معنى رابع من معاني العقل، وعنه يقول ابن تيمية (ت 728 هـ): ( .. لفظ العقل يطلق على العمل بالعلم) (?).
فالعمل من لوازم العقل؛ لأن صاحب العقل إذا لم يعمل بعلمه، قيل: إنه لا عقل له (?)؛ فإن العقل مستلزم لعلوم ضرورية يقينية، وأعظمها في الفطرة: الإقرار بالخالق " (?).
فحال من لم يعمل بعلمه، أنه صاحب عقل يمسك علوما ضرورية فطرية، يعرف بها ربه عز وجل، ولكن هواه صده عن اتباع موجب العقل، فصار لا عقل له بهذا الاعتبار.
وقد اتصف هذا بمعاني العقل الثلاثة المتقدمة؛ فمعه غريزة العقل التي فرق الله بها بين العقلاء والمجانين، ومعه علوم ضرورية فطرية، ولديه علوم مكتسبة؛ فقد جاءته الرسل بالبينات، ولكنه لم يحظ بشرف الاتصاف بهذا المعنى الرابع؛ وهو العمل بعلمه، لذلك يقال عنه: إنه غير عاقل عن الله عز وجل.