صنوف البلاء وألوان الشدائد، وبخاصة أصحاب الدعوات وحملة الرسالات من أنبياء الله ورسله المصطفين الأخيار الذين جعل الله من حياتهم وجهادهم دروسا بليغة لمن بعدهم، ليتخذوا منها أسوة، ويتعزوا بها عما يصيبهم من متاعب الحياة وأذى الناس (?)، فآدم يعاني المحن إلى أن خرج من الدنيا، ونوح بكى ثلاثمائة عام، وإبراهيم يكابد النار وذبح الولد، ويعقوب بكى حتى ذهب بصره، وموسى يقاسي فرعون ويلقى من قومه المحن، وعيسى ابن مريم لا مأوى له إلا البراري في العيش الضنك، ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين يصابر الفقر، وقتل عمه حمزة وهو من أحب أقاربه إليه، ونفور قومه عنه، وغير هؤلاء من الأنبياء والأولياء مما يطول ذكره (?).

يقول الماوردي: ومن تسهيل المصائب أن يتأسى المصاب بذوي الغير، ويتسلى بأولي العبر، ويعلم أنهم الأكثرون عددا، والأسرعون مددا، فيستجد من سلوة الأسى وحسن العزا ما يخفف شجوه ويقل هلعه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015