الإقرار بذلك وإتباع ما جاء به من عند الله عز وجل، وهو يقول: {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (?).
ففرعون يصف موسى بالفساد، إذا فرعون يرى أنه المصلح، وهو المفسد الأكبر - والعياذ بالله -، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (?) {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (?)، إذا، هذا يعجبك قوله، ونداءاته، وأنه يريد الإصلاح، وأن مبادئه مبادئ الخير، وأنه يريد إنقاذ البشرية من ضلالها، وهداية الشباب من غوايتهم، بأي شيء؟ بأن يقول: اقتلوا الأبرياء، اسفكوا الدماء، دمروا الممتلكات، روعوا الآمنين إلى غير ذلك من آرائهم الشاطة.
إذا فهم يجعلون القتل والتدمير، وترويع الآمنين، وتخويف الأمة، وتسهيل الطريق لأعداء الأمة يعدون ذلك صلاحا وهدى، وهو عين الفساد، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} (?)، إذا قيل: اتق الله، ودع ما أنت عليه من هذه الأفكار السيئة، والآراء الشاطة،