من الفساد: توحيد الله وإخلاص الدين له، والقضاء على مظاهر الشرك قليلة وكثره.
فإن القلوب إذا تعلقت بالله حبا وخوفا ورجاء عند ذلك تمتلئ إيمانا ويقينا فتبعد عن الشرك ومظاهره قليله وكثيره.
ومن أسباب محاربة الفساد أيضا: قوة الإيمان بالله، وامتلاء القلوب بالإيمان بالله؛ فإن القلب إذا امتلأ بالإيمان بالله عرف الحق على حقيقته والباطل على حقيقته.
ومن أسباب الصلاح وكف الفساد تحكيم شرع الله في كل قليل وكثير؛ فإن شريعة الله حكم عدل بين الخلق في أمور دنياهم على اختلافها، سواء في أنفسهم، أو مع غيرهم، أو مع مخالفيهم، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (?)، وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} (?).
إذا فتحكيم شرع الله يغلق أبواب الفساد؛ لأن أحكام الله هي العدل والإنصاف {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} (?)، فإذا عطل شرع الله وعزل عن الحكم، وصار الحكم