فجعل شعيب - عليه السلام - تطفيف المكاييل والموازين، وبخس الحقوق، وظلم العباد، فسادا في الأرض.

وفي قصة قوم صالح قال الله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} (?) فوصفهم بأنهم يفسدون في الأرض، ووصفهم بأنهم لا يصلحون؛ لما كانوا يفسدون فمن لازم الفساد أن ينتفي عنهم الصلاح، قال تعالى عن قول قوم قارون لقارون {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (?)، لأن كبره وإعجابه بنفسه، واغتراره بثروته وعلمه، واعتقاده أن ما ناله من هذه الدنيا إنما هو بسبب علمه وقدرته سماه الله فسادا.

أيها الإخوة! وجعل الله سفك الدماء فسادا في الأرض؛ سفك الدماء بغير حق فساد في الأرض: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (?)؛ فسفك الدماء، وقتل الأبرياء: من مسلم ومعاهد هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015