حجاج بيت الله الحرام، لقد مضى على سلفنا قرون عديدة، الحج من أشق الأمور عليهم، لا يصله الإنسان إلا بشق الأنفس، يحج الحاج، فربما مات في الطريق، وربما ضل عن الطريق، وإذا وصلوا إلى البيت ضاق بهم ذرعا من حمل الماء ووعورة السبل، وربما حصل قتال، وربما وجدت أقاليم من أقاليم الإسلام لم يحج منها أحد، أما اليوم وقد هيأ الله لهذا البلد الأمين رجالا أرجو لهم من الله التوفيق والصلاح، اهتموا بهذا البيت أعظم اهتمام، فوفروا أمنه ومرافقه الصحية ومواده الغذائية، وهونوا وذللوا كل الصعاب، وشقوا الطرق، وهيئوا المشاعر، واستنفدوا وسعهم وأوقاتهم، وأنفقوا الأموال الطائلة في ذلك، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا، وبارك الله، في مساعيهم، وجعل ذلك في ميزان أعمالهم. والمسلم حينما يرى هذه التسهيلات وهذه المهمات ليسأل الله لهذه القيادة مزيدا من التوفيق والصلاح، وأن يجعلهم أئمة هدى ودعاة خير وصلاح، إنه على كل شيء قدير.