ويرشده إلى طريق الجنة لكن عليه الثبات على الحق حتى وقت الشدة؛ لأنه لا يتعدد ولا يتغير عكس سبل الشيطان، فالمسلم مأمور بالثبات على الدين عند تواتر البلايا عليه، فقد أخرج ابن حبان «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر بريح طيبة فقال: يا جبريل ما هذه الريح؟ قال: هذه ريح ماشطة بنت فرعون وأولادها، بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المدري من يدها فقالت: بسم الله، فقالت بنت فرعون: أبي، قالت: بل ربي وربك الله، قالت: فأخبر بذلك أبي، قالت: نعم، فأخبرته، فأرسل إليها فقال: ألك رب غيري، قالت: نعم ربي وربك الله، فأمر بنقرة من نحاس فأحميت فقالت له: إن لي إليك حاجة قال: نعم قال فجعل يلقي ولدها واحدا واحدا حتى انتهوا إلى ولد لها رضيع فقال: يا أمتاه اثبتي فإنك على الحق (?)» إن الطفل الرضيع الصغير الضعيف قد يجعل الأم تتراجع وتتخاذل لكن الله قد جعل ثباتها على الحق عن طريقه، فسبحان من لا يترك أولياءه في المضايق. يقول ابن تيمية: (يقول الله: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} (?)، وذلك بإلقاء ما يثبته من التصديق بالحق والوعد بالخير) (?).