المبحث الثاني: وفيه خمسة مطالب (الجهات التي يقع فيها الثبات):
إن أماكن وجهات التثبيت والثبات متعددة في المسلم منها:
العقل معمل التفكير والفهم والتنقيح والاختيار والتذكر وغيرها والناس يختلفون في هذه القدرات ومنها التثبت يقال: (الرجل الثبيت الثابت العقل) (?) وضده من ترتج عليه الأمور فلا يستطيع التمييز ولا الاختيار وقت الشدة أما (الثابت التام العاقل فإنه لا تستفزه البداآت ولا تزعجه وتقلقه، فإن الباطل له دهشة وروعة في أوله، فإذا ثبت له القلب رد على عقبيه، والله يحب من عنده العلم والأناة، فلا يعجل بل يثبت حتى يعلم ويستيقن ما ورد عليه، ولا يعجل بأمر من قبل استحكامه، فالعجلة والطيش من الشيطان، فمن ثبت عند صدمة البداآت استقبل أمره بعلم وحزم، ومن لم يثبت لها استقبله بعجلة وطيش وعاقبته الندامة، وعاقبة الأول حمد أمره، ولكن للأول آفة متى قرنت بالحزم والعزم نجا منها، وهي الفوت فإنه لا يخاف من التثبيت إلا الفوت، فإذا اقترن به العزم والحزم تم أمره،