وفي العصر الحاضر تشتد الحاجة إلى التعرف على آراء فقهاء السلف في مناسك الحج؛ وذلك لما تجدد من ظروف وطبيعة تستوجب النظر الدقيق من الفقهاء فيها، وقد اختلفت طبيعة الحج عما كان أيام السلف، من ضيق في الأمكنة نتيجة الزحام، مما ترتب عليه عدم كفاية بعض المشاعر لأعداد الحجيج، ومن ظروف السفر بالطائرة مكانا وزمانا، مما يترتب عليه وجوب النظر في درجة مشروعية الإحرام من المواقيت المكانية السابقة، ووقت الرمي ثاني أيام التشريق، ومن حج جماعات النساء وحدهن مع مشرفين عليهن غير محارم، ونحو ذلك من المسائل المتجددة.

وإذا كانت هذه القضايا لم تحدث في زمن التابعين، فإننا نجد في آرائهم الفقهية ما يمكن أن يستأنس به الباحث والفقيه، في الاجتهاد المعاصر.

ومن ذلك عن عطاء: عدم اشتراط الطهارة للطواف، وجواز صلاة ركعتي الطواف في البيت أو أي مكان، وعدم اشتراط السعي، والتوكيل في الرمي، والرمي قبل الزوال في رواية، والتيسير في ترك المبيت بمنى، ونحو ذلك.

وليس بالضرورة أن تكون هذه الآراء راجحة، ولكنها تتقوى إن عضدها أقوال فقهاء آخرين، أو دعت الحاجة الماسة إليها، بعموم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015