عليه سلف الأمة فإن الله يقول {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (?).
فنحن ندعوكم إلى ما أجمع عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين، وأجمعوا على أن العبادة بكل أنواعها حق لله، أجمعوا على أن من ذبح لغير الله، أو دعى غير الله فإنه بهذا قد أتى كفرا وضلالة، أجمعوا على وجوب اتباع الرسول والإيمان به وتحكيم سنته وتقديمها على كل الآراء والأقوال، أجمعوا على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، أجمعوا على أن مرجع الناس الكتاب والسنة ليس لهم مرجع سواه، جاءت هذه الدعوة لتقول لهم أيضا: يا أناس، دعوا تعظيم أرباب الطرق، وعظموا الرسول، واتباع الرسول، عظموا رسول الله بأي شيء؛ باتباع سنته، بتحكيم شريعته، بطاعة الله {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (?).
جاءت لتهذب العقيدة وتنقيها من أدران الشرك وأنواع البدع حتى عاد هذا المجتمع إلى صفاء العقيدة، وشابه في ذلك زمن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث صحة الاعتقاد والحرص على السنة، وإن لم يكن مثله في كمال الإيمان.