عدم وجود الحق، وعدم من يقوم لهذا الدين بالدعوة والتوضيح، أما جزيرة العرب ما عدا الحرمين - وخاصة نجد - فقد عادت في القرون المتأخرة في جهالة وبعد عن الخير، فليس فيها مطامع لأحد، صحراء قاحلة، لا يأتيها إلا أفذاذ من الناس هاربين ولاجئين إليها عندما تضيق بهم الأمور في بلادهم، كانت نجد في غاية من التمزق والقلة والضعف، منذ حرب اليمامة في عهد الصديق ونجد أخبارها طويت أو ضعفت، وفي مطلع القرن الحادي عشر وفق الله بفضله رجلا من أبناء هذا البلد، هداه الله للطريق المستقيم، ومن عليه بفهم كتاب الله عز وجل وفهم سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وفهم ما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، وخيار هذه الأمة، فقرأ كتاب الله وفهمه، وقرأ سنة رسول الله عليه وسلم، وعلمها، وتتلمذ على علماء عصره من ذوي الرأي والعلم في الأحساء والبصرة والمدينة ومكة وغيرها من البلدان، يتلقى العلم.
وقد فتح الله على قلبه فقارن بين واقع مجتمعه وما دل الكتاب والسنة عليه، فرأى أن هذا المجتمع مجتمع يعيش على أمور تخالف شرع الله، لا سيما في أصل الدين وأساسه، فأراد أن يدعو قومه إلى الله وأراد أن يبين منهج الله، وأراد أن يكشف لهم الحقيقة، ويريهم المنهج القويم، ويدلهم على كتاب ربهم، وسنة نبيهم، وهدي أئمة