ثم ساق بسنده عن يونس بن أبي رجاء قال: كان أبو موسى يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات.
وعن أبي بكر بن عياش رحمه الله تعالى قال: لما أتت لي إحدى وعشرون سنة أتيت عاصما فأخذت عنه القرآن خمسا خمسا، قال: وأخبرني أنه أخذ عن زر ثلاثا ثلاثا، قال: فأخبرني أنه أخذه على ابن مسعود رضي الله عنه آية آية، قال: فكنت إذا فرغت منها يقول لي: خذها إليك فهي خير مما طلعت عليه الشمس، ولهي خير من الدنيا وما فيها (?).
قلت: لا تعارض بين ما اختاره القراء من تقديم طريقة العرض على الشيخ وبين صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه وإقرائهم ما نزل عليه وتلقي بعض التابعين عن طريق التلقين والسماع من الشيخ.
فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على الأداء ومحاكاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما سمعوا منه؛ لأنهم هم الذين نزل القرآن بلغتهم (?).