ومن هنا رجح وجه العرض على الشيخ على وجه السماع منه، لأن الشيخ لو غلط في القراءة وهيئتها لم يتهيأ للطالب الرد عليه، بخلاف ما لو غلط الطالب فإن الشيخ يرد عليه (?). وإلى ما في العرض من تمام ضبط وإتقان وعناية نبه أبو عبيد القاسم بن سلام فقال: " وإنما نرى القراء عرضوا القراءة على أهل المعرفة بها ثم تمسكوا بما علموا منها مخافة أن يزيغوا عما بين اللوحين بزيادة أو نقصان) (?).
وبالعرض على الشيوخ أخذ الصحابة كما تقدم والتابعون وتابعوهم ومن بعدهم وإلى يومنا هذا منهم على سبيل المثال لا الحصر.
1 - رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي من كبار التابعين (ت 90هـ) أخذ القرآن عرضا عن أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن عباس، رضي الله عنهم، أخبر عن نفسه أنه قرأ القرآن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثلاث مرات وقيل أربع مرات (?).
2 - مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي أحد الأعلام من التابعين