تكاد تنحصر وسائل التعبير في الكلمة المكتوبة، والكلمة المسموعة، وقد تعددت وسائل أو قنوات إيصالهما، فالكلمة المكتوبة بدلا من أن تصل عن طريق البريد، والحمام الزاجل أصبحت تصل عن طريق البرق "اللاسلكي" وعن طريق "التلكس" وعن طريق الصحف والمجلات.
كما أن الكلمة المسموعة بدلا من أن تصل عن طريق المشافهة أو النقل بواسطة السفير والراوي، أصبحت تصل عن طريق وسائل الأعلام المسموعة والمرئية وفي مقدمتها الهاتف "التلفون" والإذاعة والتلفاز.
وفي الاستناد لا تزال الكلمة المكتوبة تحتل مركز الصدارة على الكلمة المسموعة خصوصا فيما يصدر من الرئيس للمرؤوس، ولقد نقلت لنا كتب الحديث وكتب التاريخ الموثوق بها الشيء الكثير من الكلام المكتوب.
ونقلت هذه المصادر فيما نقلت كتابات عمر بن الخطاب رضي الله عنه لولاته وقضاته على البلاد الكبيرة والبلاد البعيدة عن المدينة - عاصمة الخلافة- وهي كتابات كثيرة ومتنوعة منها ما يرجع إلى بيان حكم في قضية أو قضايا، كبعض كتبه إلى القاضي شريح، ومنها ما يرجع إلى تذكير قضاته وإرشادهم بتحري الحق والعدل في قضائهم، ومنها ما يرجع إلى أسلوب القضاء وطريقه، ويأتي في مقدمة ذلك كتابه لأبي موسى الأشعري.