الماء؛ لأن تلك الأماكن لم تكن إذ ذاك فيها آبار ولا عيون، وقد قيل في سبب التسمية أقوال شاذة منها: أن آدم رأى فيه حواء واجتمع بها، ومنها أن إبراهيم رأى ليلته أنه يذبح ابنه إسماعيل، فأصبح متفكرا يتروى، ومنها أن جبريل عليه السلام أرى فيه إبراهيم مناسك الحج، وقيل غير ذلك، وكلها أقوال شاذة لا تصح (?).
الوقفة الثانية: دل هذا الحديث وغيره على أن السنة أن يصلي الحاج الظهر يوم التروية وكذا العصر والمغرب والعشاء وفجر يوم التاسع بمنى، هذا مذهب الجمهور، وقد جاء في حديث جابر الطويل في صفة حج النبي - صلى الله عليه وسلم - عند مسلم: «فلما كان يوم التروية، توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج، وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر (?)»، هذا هو السنة، لكن لو لم يصل هذه الصلوات بمنى يوم التروية فلا شيء عليه، لكنه خالف الأفضل والأولى، وقد روي عن بعض الصحابة أنهم كانوا لا يصلون الظهر يوم التروية بمنى، إنما يصلونها بمكة، روي هذا عن ابن الزبير وابن عباس وعائشة وغيرهم - رضي الله عنهم -، فعدم صلاتهم بمنى لضرورة أو لبيان الجواز، قال ابن المنذر: " إن من السنة أن يصلي الإمام الظهر