قال أبو سليمان الخطابي معلقا على هذا الحديث: كان مزح النبي صلى الله عليه وسلم مزحا لا يدخله الكذب والتزيد، وكل إنسان له أذنان فهو صادق في وصفه إياه بذلك، وقد يحتمل وجها آخر وهو أن لا يكون قصد بهذا القول المزاح وإنما معناه الحض والتنبيه على حسن الاستماع، والتلقف لما يقوله ويعلمه إياه وسماه ذا الأذنين إذا كان الاستماع إنما يكون بحاسة الأذن، وقد خلق الله تعالى له أذنين يسمع بكل واحدة منها، وجعلهما حجة عليه فلا يعذر معهما إن أغفل الاستماع له ولم يحسن الوعي والله أعلم (?).