قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا، فأرسلني يوما لحاجة قلت: والله لا أذهب - وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي قال: فنظرت إليه وهو يضحك فقال: (يا أنيس اذهب حيث أمرتك) قال: قلت: نعم أذهب يا رسول الله قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته: لم فعلت كذا وكذا؟ ولا لشيء تركته: هلا فعلت كذا وكذا؟ (?)».

قال النووي في هذا الحديث: بيان كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وحلمه وصفحه (?).

وقال القرطبي: وقول أنس: (والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب) هذا القول: صدر من أنس في حال صغره، وعدم كمال تمييزه إذ لا يصدر مثله ممن كمل تمييزه ولم يؤدبه صلى الله عليه وسلم على هذا الفعل بل داعبه، وأخذ بقفاه وهو يضحك رفقا به، واستلطافا له، ثم قال: (يا أنيس اذهب حيث أمرتك) فقال له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015