وقال رحمه الله: أنه استخرج منه ستين وجها من الفقه وسردها جميعا ونحن نذكر بعض ما ذكر فقال: في قوله (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء مزاحه) ما يدل على أنه كان يمازحه كثيرا، وإذا كان كذلك كان في ذلك شيئان:
أحدهما: أن الممازحة مع الصبيان مباح.
والثاني: إنها إباحة سنة لا إباحة رخصة؛ لأنها لو كانت إباحة رخصة لأشبه أن لا يكثرها. وفيه ما يدل على حسن الخلق وأنه يجوز أن يختلف حال المؤمن في المنزل عن حاله إذا برز، فيكون في المنزل أكثر مزاحا، وإذا خرج أكثر سكينة ووقارا إلا من طريق الرياء.
وفيه أنه كان من صفاته صلى الله عليه وسلم أنه كان يواسي بين جلسائه حتى يأخذ كل بحظ. وكذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في دخوله على أم سليم، صافح أنسا، ومازح أبا عمير الصغير، ونام على فراش أم سليم، حتى نال الجميع من بركته (?).