وبين رجل يبعث رسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني؟ قالوا: نعم، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) (?)» الحديث أخرجه البخاري، ومسلم، وأحمد، وغيرهما واللفظ لأحمد.
آذاه قومه ولم يقبلوا دعوته وحاربوه فانتقل إلى وسيلة أخرى وهي الموسم حين يجتمع الناس والقبائل يقوم بإبلاغ ما عنده ويطلب منهم النصر، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم وبمجنة وعكاظ وبمنازلهم بمنى من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي عز وجل وله الجنة (?)» الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله.
وسافر إلى الطائف ليبلغ رسالة ربه فردوه وأغروا سفهاءهم، وصبر وصابر، ولما أظهر الله الإسلام وأعز جنده استعمل وسائل أخرى لإيصال الرسالة وإبلاغها للعالمين فأرسل الرسل إلى كسرى، وقيصر، ومقوقس مصر، ونجاشي الحبشة يخبرهم بحاله وحال دعوته ويدعوهم للإسلام فمنهم من أجاب وآمن، ومنهم من أعرض، ومنهم من عاند وتكبر