وأما غير الأنبياء فقد جاء في كتاب الله العزيز في سورة يوسف عليه السلام، رؤيا السجينين وتأويل يوسف عليه السلام لرؤيا كل منهما، وكذلك رؤيا الملك وتأويل يوسف عليه السلام لها.
وأما أدلة الرؤيا من السنة الصحيحة، فمنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة (?)».
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، أما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم (?)».
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا (?)». الحديث أخرجه مسلم.
فثبت بهذا أن الرؤى حق، لكن ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما يراه النائم هو من الرؤى الحق، بل ما يعرض للنائم في منامه، منه ما هو من الرؤى، ومنه ما هو من تهويل الشيطان وتلاعبه بابن آدم