نظام تعدد الزوجات في أي دين آخر، أو ثقافة أخرى، وإذا كان أي نظام اجتماعي له سلبياته ولا بد، فإن النظام الإسلامي يتفادى ما أمكن تلك السلبيات، فيشترط فيه العدل في الزوجات، ثم العدل بين الزوجات حين يكون ذلك ممكنا بحكم الطبيعة البشرية، ثم لا يسمح به حين يؤثر سلبا على غاية مصلحية يهتم بها الإسلام، وهي صلة الرحم، فيمنع أن يكون بين الزوجات نوع معين من القرابة، كما بين المرأة وأختها، أو المرأة وخالتها، ثم هو بعد ذلك يحدد العدد، فلا يجيز التعدد لأكثر من أربع والزيادة عن أربع من خصائص نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد كشف التاريخ والواقع العملي عن حكمة هامة من حكم هذه الحقيقة، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ نبوته، ويهدي بهداية الله، عن طريق القول والعمل، فهو مثال ونموذج للأمة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (?) وهو شاهد على أمته، وموجب هذه الشهادة أن تكون بينة واضحة، ودليلا ظاهرا على مشروعية الفعل، وأن تطبيق ما أنزل الله من الهدى ممكن، وكيفية هذا التطبيق، ولا يتم ذلك على كماله، إلا بأن يكون لدى الأمة علم تفصيلي بحياته صلى الله عليه وسلم العامة والخاصة، وذلك يوجب أن يوجد عدد كاف يضمن به البلاغ، ولا إشكال في شئون الحياة العامة، أما الحياة الخاصة، فلا يمكن أن يبلغ هديه فيها، إلا عن