عن ذلك لمشقته، ولأن التكليف مربوط بالاستطاعة كما قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (?) ولا يجوز أن يجعل هذا عائقا عن طباعة المصحف الشريف لهذه الشريحة المهمة من المجتمع ونجعلها بسببه عالة على غيرها في متابعة القراءة والحفظ مع إمكان قيامها به معتمدة على نفسها إذا توفر مطبوعا.
ولا يجوز أن نجعل كلام علمائنا الأوائل في مراعاة الرسم العثماني عند كتابة المصحف عائقا عن كتابة القرآن بخط برايل للمكفوفين، فإنهم إنما أكدوا على ذلك مع إمكانه، وتأمل كلام البيهقي رحمه الله في (شعب الإيمان) حين يقول: من يكتب مصحفا فينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير مما كتبوه شيئا فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق قلبا ولسانا وأعظم أمانة منا فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم " (?).
الثاني: كتابة المصحف بخط برايل للمكفوفين معتمدة على الرسم القياسي الإملائي وقد صدرت بذلك مصاحف في كل من الأردن وتونس والمملكة العربية السعودية ومصر وقد اعتمد هؤلاء على قول من يرى جواز كتابة المصحف بالخط القياسي الإملائي