سبق إيراده مما رواه الإمام مالك في الموطأ، ومنها ما رواه الترمذي عن قبيصة بن هلب عن أبيه قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه (?)» قال الترمذي: حديث حسن، وعليه العمل عند أهل العلم، من أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - والتابعين، ومن بعدهم. وعن وائل بن حجر قال: «صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده اليمنى على اليسرى على صدره (?)» أخرجه ابن خزيمة، وأخرجه أبو داود، بلفظ «ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى، والرسغ والساعد (?)» والرسغ هو المفصل بين الساعد والكف.
فأما القائلون بإرسال اليدين، فاحتجوا بأنه قد جاءت آثار ثابتة، نقلت منها صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر فيه أنه كان يضع يده اليمنى على اليسرى. وأجيب عن ذلك بما ذكره ابن رشد في " بداية المجتهد "، وهو أن الآثار التي أثبتت وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة اقتضت زيادة على الآثار التي لم تذكر ذلك. والزيادة يجب أن يصار إليها.