يؤمرون، ومن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل (?)»
فنفي النبي صلى الله عليه وسلم عن الإنسان -الذي يرى المنكر فلم يجاهد نفسه في تغييره- الإيمان فقال: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل، وشهد بالإيمان لمن غير المنكر بيده أو بلسانه أو بقلبه، فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر هو صاحب رسالة أيقن بها ودعا إليها الناس الضالين عن الهدى والحائرين في أودية الضلالة، الذين استجابوا لنزغات الشياطين ودعوات المفسدين، فصاحب الخير حريص على بني جنسه أن يسحبهم من الغواية إلى الهداية، قال تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (?).
وتذييل هذه الآية له أسرار بديعة، منها:
أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلن للعالمين أن هدى الله هو الهدى وأننا من ثم أمرنا أن نسلم وننقاد لله رب العالمين، فهو وحده الذي يستسلم له العاملون، فالعوالم كلها مستسلمة له، فما الذي يجعل الإنسان وحده -من بين العالمين-