يقول القرطبي في تفسير هذه الآية: " قال مجاهد والحسن وابن زيد وغيرهم: هي في شفاعات الناس بينهم في حوائجهم، فمن يشفع شفاعة لينفع فله نصيب، ومن يشفع ليضر فله الكفل، والكفل الوزر والإثم، وقيل: الشفاعة الحسنة في البر والطاعة، والسيئة في المعاصي، فمن شفع شفاعة حسنة ليصلح بين اثنين استوجب الأجر، ومن سعى بالنميمة والغيبة أثم " (?).
ويقول الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية: قوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (?) أي: يسعى في أمر فيترتب عليه خير كان له نصيب من ذلك {وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (?) أي: يكون عليه وزر من ذلك الأمر الذي ترتب على سعيه ونيته (?).
ويؤجر الشافع على شفاعته، ولو لم تقض حاجة المشفوع له؛ لأن الشافع بذل ما يستطيعه، وسعى في طلب النفع لأخيه.
يدل على هذا حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال: «اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء (?)».