خطبته: «ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان (?)». . . الحديث. هذا الكتاب هو المهيمن على الكتب السابقة كلها، يقول الله. {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} (?)، والمعنى أنه عال ومرتفع على ما تقدمه من الكتب، هو أمين عليها وحاكم وشاهد وقيم عليها، يقول ابن جرير رحمه الله: القرآن أمين على الكتب المتقدمة قبله فما وافقه منها فهو حق وما خالفه منها فهو باطل. اهـ.
وكتاب الله له المكانة العظيمة في قلب كل مسلم، وهو أيضا عظيم في نفسه كريم مجيد عزيز، ونحن في فاتحة هذا العدد المبارك من مجلة البحوث الإسلامية، نحب أن نعرض لهذا الموضوع بإشارات وتنبيهات لعل الله أن ينفعنا بها وينفع بها إخواننا من قراء المجلة أو من بلغه هذا الكلام إنه سميع مجيب. فأقول مستعينا بالله: القرآن مصدر قرأ قرآنا ومنه قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (?) {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (?) {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (?)، والكلام المقروء