المضحي إلى الله تعالى، فهاهو يقول عند الذبح: بسم الله والله أكبر، ويقع الدم منها عند الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، ويتبع فيها سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيأكل الثلث منها، ويهدي الثلث إلى أصدقائه من الإخوان والجيران، ويتصدق بالثلث الباقي، فيعم الخير جميع المسلمين الموسرين منهم والمعدمين، منشرحة بها صدورهم، مغتبطة بها قلوبهم، يعلوهم البشر، الكبير منهم والصغير.

وبهذه العبادات ذات الصلة بالعيد وبغيرها من العبادات المشروعة يشعر المسلمون دوما أنهم عباد الله المخلصون، وأن صلتهم بالله تعالى دائمة، لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله تعالى، وأنهم ينتمون إلى بناء واحد شامخ مرصوص، وإلى كيان الأمة الواحدة والجسد الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

وفي نهاية خاتمة هذا البحث المتواضع. يسأل الباحث الله العلي العظيم الحليم أن يجعله نافعا في بابه، وأن تكون فيه إضافة جديدة للمكتبة الإسلامية، وأن يوفق المسلمين للعمل بأحكام شريعتهم، وألا يعبدوه إلا بما شرع، وأن يعيد للإسلام عزته وسابق مجده، كما يسأله أن يغفر له ما وقع فيه من خطأ أو نسيان، وألا يحرمه أجر المجتهد، إنه سميع مجيب. وصلى الله تعالى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015