حبان. وعن أبي مرثد الغنوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها (?)» رواه مسلم.

قال شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية: أما بناء المساجد على القبور فقد صرح عامة الطوائف بالنهي عنه؛ متابعة للأحاديث الصحيحة، وصرح أصحابنا وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريمه. قال: ولا ريب في القطع بتحريمه- ثم ذكر الأحاديث في ذلك-. . . إلى أن قال: وهذه المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين أو الملوك تتعين إزالتها بهدم أو غيره، وهذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء المعروفين.

وقال ابن القيم: يجب هدم القباب التي بنيت على القبور؛ لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأما زيارة القبور في يوم معين وعمل الاحتفالات عندها والإقامة عندها والعكوف. فهذه الأمور ليست من دين الإسلام، بل من دين عبدة الأوثان، فالتردد إليها في وقت معين أو اتخاذها عيدا، الذي صرحت الأحاديث بالنهي عنه والتحذير منه؛ لما ينشأ عنه من المفاسد. ولذا جاءت الأحاديث مصرحة بالنهي عن ذلك سدا لباب الشرك وحماية لجناب التوحيد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم (?)» رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات. وأما الإقامة عندها والعكوف وعمل الاحتفالات فهو نفس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015