وكما يكون الإسراف في الشر يكون في الخير، كمن تصدق بجميع ماله كما في قوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (?). والإسراف كما يكون من الغني، فقد يكون من الفقير أيضا، لأنه أمر نسبي. . والإسراف يكون تارة بالقدر، ويكون تارة بالكيفية، ولهذا قال سفيان الثوري رضي الله عنه: " ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف، وإن كان قليلا " (?)، وكذا قال ابن عباس رضي الله عنه: " من أنفق درهما في غير حقه فهو سرف " (?).
الإسراف والتبذير: التبذير هو تفريق المال وإنفاقه في السرف.
قال تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (?). . وخصه بعضهم بإنفاق المال في المعاصي، وتفريقه في غير حق (?).
ويعرف بعض الفقهاء التبذير بأنه: عدم إحسان التصرف في المال، وصرفه فيما لا ينبغي، وأما صرف المال إلى وجوه البر فليس