وأما تصديق خبره فهو حقيقة الشهادة ولا تتم الشهادة إلا بتصديقه وإلا كان كاذبا منافقا وقد أثنى الله على المسلمين بتصديقهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (?). قال مجاهد وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد: الذي جاء بالصدق هو الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} (?) هو رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَصَدَّقَ بِهِ} (?) قال: المسلمون. وقد ذم الله من كفر بالرسول صلى الله عليه وسلم وتوعده بأشد العذاب، قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} (?)، وقال في سورة المدثر فيمن كذب خبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من القرآن يقول الله عز وجل: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} (?) {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا} (?) {وَبَنِينَ شُهُودًا} (?) إلى أن قال سبحانه: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ} (?) {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} (?) {ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} (?) {ثُمَّ نَظَرَ} (?) {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} (?) {ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ} (?) {فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ} (?) {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} (?) {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} (?).

بل إن سنة الله فيمن كذب رسله ماضية في نزول العذاب والهوان بهم، يقول الله سبحانه: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015