وذريته وطلب من الله الإنظار إلى يوم القيامة فأنظره الله، عند ذلك قال -كما قص الله خبره-: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} (?) {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (?). والمعنى أنه أقسم أن يضل عباد الله من بني آدم عن طريق الحق وسبيل النجاة لئلا يعبدوا الله ولا يوحدوه ويسلك شتى الطرق لصدهم عن الخير وتحبيب الشر لهم. ومثله قوله تعالى قاصا خبره: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (?) {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (?). وقوله سبحانه: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا} (?) الآية. فلم يزل بآدم عليه السلام وذريته وسوسة وإغواء وإضلالا حتى تسبب في إهباط آدم من الجنة وقتل ابن آدم لأخيه، ولم يكفه هذا فلما مر ببني آدم الزمان وطال عليهم العهد بالنبوة حسن إليهم الشرك وأغواهم فكان له ما أراد، وصدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه، ووقعوا في الشرك، وكان أول ذلك زمن قوم نوح حين عبدوا الأصنام ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، وكانت هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015