2 - حب الله لهم، وتفضله عليهم بثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة:

قال تعالى: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (?).

قال ابن كثير: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا} (?) أي: النصر والظفر والعاقبة، {وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ} (?) أي: جمع لهم ذلك مع هذا، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (?) (?).

وقال صاحب الظلال: إنهم لم يطلبوا نعمة ولا ثراء، بل لم يطلبوا ثوابا ولا جزاء، لم يطلبوا ثواب الدنيا، ولا ثواب الآخرة. لقد كانوا أكثر أدبا مع الله، وهم يتوجهون إليه، بينما هم يقاتلون في سبيله، فلم يطلبوا منه سبحانه إلا غفران الذنوب، وتثبيتا الأقدام، والنصر على الكفار. فحتى النصر لا يطلبونه لأنفسهم إنما يطلبونه هزيمة للكفر وعقوبة للكافرين، إنه الأدب اللائق بالمؤمنين في حق الله الكريم.

وهؤلاء الذين لم يطلبوا لأنفسهم شيئا، أعطاهم الله من عنده كل شيء، أعطاهم من عنده كل ما يتمناه طلاب الدنيا وزيادة، وأعطاهم كذلك كل ما يتمناه طلاب الآخرة ويرجونه: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ} (?) وشهد لهم سبحانه بالإحسان. فقد أحسنوا الأدب، وأحسنوا الجهاد، وأعلن حبه لهم، وهو أكثر من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015