صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي لم يقم منه: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، (?)» وكيف لا يلعن من وصف الله قوله في كتابه إذ يقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} (?)، وإذ يقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (?) إلى غير ذلك من النصوص المتضمنة لكفرياتهم وضلالاتهم، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الضالين في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (?) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (?) بأنهم النصارى. وقال الإمام ابن أبي حاتم في تفسيره: لا أعلم بين المفسرين في هذا - أي تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى - اختلافا اهـ.

ومن الآيات المصرحة. بمصيرهم قوله تعالى آخر تلك الآيات التي ذكرها السائل: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (?).

والخلاصة: أن الآيات لا تعني جميع النصارى بل إنما تعني طائفة منهم استجابت للحق بعدما عرفته ولم تستكبر عن اتباعه، وأن لعنة النصارى جائزة مثل لعنة اليهود. والله الموفق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015