رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أهل حاجة، فقال: لا أجد ما أحملكم عليه، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون. قال ابن إسحاق: فبلغني أن ابن يامين بن عمير بن كعب النضري لقي أبا ليلى عبد الرحمن بن كعب وعبد الله بن مغفل وهما يبكيان. فقال: ما يبكيكما؟ قالا: جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملنا، فلم نجد عنده ما يحملنا عليه. . وليس عندنا ما نتقوى به على الخروج معه، فأعطاهما ناضحا له- وهو الجمل الذي يستقي عليه الماء- فارتحلاه وزودهما شيئا من تمر فخرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن إسحاق: وجاء المعذرون من الأعراب، فاعتذروا فلم يعذرهم الله، وقد ذكر أنهم نفر من بني غفار.

وقد كان نفر من المسلمين أبطأت بهم النية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تخلفوا عنه من غير شك ولا ارتياب منهم: كعب بن مالك بن أبي كعب أخو بني سلمة، ومرارة بن الربيع، أخو بني سالم بن عوف، وهلال بن أمية، أخو بني واقف، وأبو خيثمة، أخو بني سالم بن عوف، وكانوا نفر صدق لا يتهمون في إسلامهم وقد امتحن الله إيمان الثلاثة الأول منهم فكانوا صادقين حتى أنزل الله توبتهم في قوله سبحانه: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (?)، واستعمل رسول الله صلى الله عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015